أنا و أنت و الطبيعة سواء
أنا و أنت و الطبيعة سواء...
يا بحر
يا ذا مد و جزر
ما بالك بحلم
ذي مد دون جزر
يا بحر
يا عارفا بما هو قابع في الأعماق
أ وعلمت بعمق كعمق الأرحام
أو شهدت عمقا كعمق القلوب
أو دريت بعمق كعمق الريشة و الأقلام
يا مالك اللؤلؤ و المرجان
هلا أخبرتني كيف يمكن لأعين
أن تخطف بريق اللؤلؤ
و تملك سحر المرجان
و كيف يمكن لأعين
أن تمارس الحظر على قلب ذو جدران
و أنت يا شجرة
يا وهج الأمل و الدلال
يا جارة الزهر و النخال
و يا روضا باذخ الاخضرار
هل شهدت يا هاته زرعا دائم الاخضرار
زرعا مبتهلا رغم طول الانتظار
فذلك يا ثمرة الأجداد هو قلب الإنسان
الكثير الأحلام و القليل الأوهام
و أنت يا وردة الزهى
ما بالك بجمال لا يزول
و عطر لا يبرد
و جذور لا تخون
فذلك حال الأمل المتأجج بدخيلة الإنسان
يا جبال و يا بحار و يا وديان
لا تعجبي من توق البشر إليك أو تغاضيهم عنك
فلست بعيدة من حال البشر في شيء
ففي براكينك و هدوئك
و غموضك ووضوحك
و فيضاناتك و زرقتك
أنت و الإنسان سواء